ـ الخرائد في ديوان القلائد ـ

ـ الخرائد في ديوان القلائد ـ
محمودمحمدأسد


الديوان وقع مصادفة بين يديَّ .وهو منشورٌ في مطابع دار الكتاب العربي بمصر عام ألف وثلاثمئة وثمانين للهجرة . بمقدِّمةٍ كتبها الأديب عبد القدوس الأنصاري رحمه الله . وبإخراج جميل وطباعة أنيقة . وهو مُزْدانٌ بلوحاتٍ ورسومٍ وخطوط جميلة بالإضافة لتعريف بالشاعر السعوديِّ
" محمد علي السنوسي " صاحب الديوان و الشاعر مولود في جازان . وقد قال الشعر مبكِّراً . ولُقِّبَ بشاعر الجنوب ، وتُرْجمتْ بعضُ قصائده إلى الإيطالية . وقد نشر بعض دراساته الأدبية وقصائده في مجلَّة المنهل واليمامة وجريدة البلاد . وهو من القطع المتوسط . وقد شملَ مقدِّمةً نقديِّةً قيمةً ورائعة . جاءت موجزة ولكنها مركَّزةٌ ومعبِّرة . فيها خبرةٌ وذوق وحصافة رأي وممَّا جاء فيها :" ما أروعَ الشعرَ ! ينبع من عاطفة شاعرٍ متمكِّنٍ في اللغة جامعٍ لأعنَّةِ الأسلوب العربيِّ الرائع ، مع سعةِ أفق وذهنٍ وإخلاص مبدأ ، وصدق عاطفة ، وصحَّة بيان . وهذه الصِّفاتُ اللامعة احتشدت كلّها في هذا الديوان الأغرِّ الذي يخرجه للناس اليوم شاعرٌ ضليعٌ ذو قوَّةٍ في البيان وإشراقةٍ في الفكر وروعةٍ في المنطق وجدَّةٍ في الأسلوب . ص ز
لم تأتِ المقدمة مدحاً بل أحكاماً نقديَّةً ، اكتشفها الناقدُ المقدِّمُ للديوان . وقد عبَّرَ الشاعِرُ في افتتاحية ديوانه عن تجربته وخلاصتها في أبياتٍ عذبة فقال :
هذه ألحـان قلبـي وأغاريـــدُ شبابي


هي أحلامي وآمـا ـ لي وكأسي وشرابي
وصَباباتي وأشجـا ـ ني وحبيِّ وعـذابي
إنها صورةٌ نفسي قد تجلَّتْ في كتــابي
إنَّ قصائدَ الديوان انعكاسٌ وبوحٌ عمَّا يجولُ في خاطر الشاعر ودفقةٌ منْ مشاعره وأحاسيسه المرهفة . فالقارئ للديوان بل السابح في أحواضه يشعر بمتعةِ الغوص . فهو غناءٌ عذْبٌ للجزيرة والوطنِ . ونشيدٌ للعروبة وأمجادها . وتمسُّكٌ بالإسلامِ مثلاً وسلوكاً .فيه وقفات متنوِّعة ، يجمعُها صدقُ التعبير والإحساسِ ، وقد ساعدَه على هذا لغة سلِسَةٌ مكوَّنةٌ ومهذَّبةٌ على الشعر العربي . فالشاعر متمكِّنٌ من لغته الطيِّعةِ تراها ليِّنةً عذبةً ، كجدولٍ رقراق في صحراء مقفرة . يُسْعِفهُ خيالٌ خصب ينقلنا فيه إلى عوالم مامسَّها بحَّار.
قراءةُ الديوان تكشفُ لك شاعراً مطبوعاً على قولِ الشعرِ ، وليسَ نظاماً . فالشاعر مُقْتَدِرٌ . ويُحْسِنُ التجديف بين بحور الشعر .
ولم يبقَ أمامنا إلاَّ أن نُبْحرَ في أعماق ديوانه ، ونجدِّفَ لكشف دُرره النفسية .
أصالةُ الشاعر لا تغيب . وانتماؤه العربي يشعُّ في أغلب قصائده تراه متمسِّكاً بعروبته التي يتغنَّى بأمجادِها ، ويكثر من ذكرها . ففي قصيدة " نداء : يقول مُستلهماً الماضي للحاضر :
بكيْنا على الماضي كثيراً . وإن يكنْ خطيراً فما يجدي البكا و التفجُّـــــعُ


مضى السَّلَفُ الأبرارُ يعبق ذكرُهـم فسيروا كما ساروا على الدهر ، واصْنعوا
وما الفجرُ بالماضي إذا لم يكنْ لـه من الحاضرِ الزاهي بنـــاءٌ مرفّــعُ
وما قيمة الأوطانِ . إن لم يكن لها رجالٌ يلـــذُّون الشقــاءَ لينفعــوا
هذه الأبيات حارة بمعانيها وألفاظها ، تقولُ شيئاً عن مكوِّنات الشاعرِ وانتمائه . وفي الديوان قصيدة " حطَّمَ المارد القيود " والتي فازت بالجائزة الأولى لمسابقة مجلة الرياض الشعرية عام /1374 هـ / وجاءت القصيدة بعد استقلال مصرَ وانتصارها على الانكليز :
هتفَتْ والشعورُ روحٌ وراحُ : ويك غرِّدْ فقد أضاء الصَّباحُ
وثبَتْ مصرُ وثبةً في سمـاءٍ يحسدُ البرق في مداها الرياح
فالشاعر في لحظة فَرَحٍ ، لمْ يستطعْ إخفاءَهُ . وهذا شأن الصادقين في بوحهم . يناصرون الحقَّ ، ويدعون إليه :
واعتصمْنا بعروةِ الوحدةِ الوثـ ـقى وشدَّت على القلوبِ الصِّفاحُ
هَدَفٌ واحدٌ تلاقتْ عليــــهِ مُهَـجٌ حــرَّةُ النيــاتِ صحاحُ


وفي مكان آخر يزهو الشاعر بعروبته ودورها الحضاري ورسالتها السامية . وهذا الاعتزاز جاء في قصيدة " العالم العربي " :
العالم العربي صنعُ رسالةٍ كبرى ونَسْلُ غطارفٍ عظمـاءٍ


عَرَبٌ بنوا الدنيا بناءً محكماً بالعدلِ وهوَ أساسُ كلِّ بنــاءِ
وطنٌ رفعْتُ بهِ جبيني عزَّةً وشدَوْتُ من طربٍ ومن خيلاءِ
فأنت أمام شاعرٍ متمَكنٍ من شاعريته . جزالةُ مفرداته تطرقُ الأذن ، ومعانيه تهزُّ النفوس . فوق كل هذا إحكام متينٌ في هيكليةِ القصيدة وكأنها جزءٌ واحدٌ أو كلٌّ لا يتجزَّأ .
وفي الديوانِ يعايشُ الشاعرُ قضايا الأمة من تأميم قناة السويس إلى التغني بثورة الجزائر وبطولاتها ضد الاستعمار الفرنسي :
ودارتْ على أرضِ الجزائرِ ثورةٌ يشيبُ عليها الدهرُ وهْي كعابُ
كتائبُ فيها ( خالدٌ ) و ( أسامة ) و ( سعدٌ ) وفيها خولةٌ وربابُ
إدارةُ شعبٍ كبَّلَ القيدُ ساقَــهُ فصمَّمَ لا يثني قواهُ عقــابُ
ويعتزُّ الشاعر بدور السعوديين وآل سعود في بثِّ روح اليقظة العربية وهذا ما ذكره في قصيدة "اليقظة العربية " :
حيِّ صقـر الجزيــرة العربيَّــة بطلَ الشرقِ نَخْـــوَةً وحميَّــه


من هنا ، من ذرى الجزيرةَ ، منْ وِدْ يانها الفيح ، من رباهـــا الرويَّه
رَفْرَفَتْ رايةُ الهدى ، وتهـــادىَ موكبُ النـورِ فـي سمـاءِ البريَّه


رايةٌ لم تـزلْ بكــفِّ ( سعـودٍ ) أمـلِ العُرْبِ في الخطوبِ الدجيَّه
هذا الانتماءُ للعروبة والاعتزاز بها يقوِّيه اعتزازه بالإسلام .
فالعروبة والإسلام في ديوانه رداء واحدٌ ، يحتمي به العربي ، ويتسلَّحُ بهما ، ولذلك نراه يشدو بدورِ الإسلام الحضاري ، ودورِ آل سعود في ترسيخه وحمايته ، كما مرَّ معنا في قصيدة " اليقظة العربية " ويظهر هذا في قصيدة " أم القرى " التي نظَّمها من وحي المؤتمر الإسلامي المنعقد في موسم الحج عام / 1374 / هـ .. :
وإذا البريَّةُ تحتَ ظلِّ لوائها إسلامُها القربى . وتقواه العرى
أممٌ تؤلِّفها العقيـدةُ نسبــةً ومن العقيدةِ ما يفوق العنصـرا


يا مركزَ الإشعاعِ ياينبوعـه ياكوثرَ الأضواءِ يا أمَّ القــرى
منك استمدَّ الكونُ سرَّ جماله وسماد مقراطيَّةً وتحضُّـــرا
وفي قصيدة " ليلة الهجرة " يعتزُّ بدور الإسلام والمسلمين .
يرسلون الضياءَ فـي كلِّ أفقٍ ويداوونَ كلَّ سَقْـــمٍ وداءِ
وينيرونَ بالعدالــةِ والإسـ لامِ دربَ الحياةِ والأحيــاءِ


حملوا مشعلَ العقيدةِ والإيمـ ـمانِ والعدلِ والحيا والوفاءِ
وللشاعر مواقف من أساليب الغرْبِ المليئة بالحقد والمكر . لذلك يعرِّيها في كلِّ مناسبة ، ويستنكر سياستهم وأعمالهم بغضب وثورةٍ ليزرعَ الأمل في النفوسِ الكئيبة :
أجلْ إنَّها الحربُ الصليبيةُ الأخرى وإن جعلوا حَوْضَ القناةِ لها سترا
ولم تكُ إسرائيــلُ إلاَّ ذريعــةً قدِ اتَّخذوا منها لأهدافهم جسْـرا


وثِقْ أنَّ للإيمانِ بالحــــقِّ قوَّةً وأنَّ لهُ في كلِّ معركــةٍ بـدرا
هذا الانتماء للعروبة والإسلام جعلهُ أكثرا ارتباطاً والتحاماً ، فنراهُ يتساءَلُ بحرقةٍ عن سبب تخلُّف العالم العربي رغم ما يمتلكه من سمات . ويتسلَّخُ به من تاريخ وحضارة :
لمَ لايســودُ وملْءُ جنبيه الهدى كالشمسِ ملء القبَّةِ الزرقاءِ
مَنْ يَمْـنَعُ الأرجَ الزكيَّ ومَنْ ترى يمحو الأشعَّةَ من جبين ذُكاءِ
والجـوُّ أليـقُ بالنسـورِ، وإنَّهـا لأحــقُّ بالأضواءِ واللألاءِ
والشاعرحريصٌ على مبادئنا وقيمنا . يدعو للتمسك بها . ويراها سلاحاً قويًّاً ودرعاً حصينا ،
حيِّ المبادئ والأخلاقَ والأدبا وحيِّ في (المثلِ العليا ) بها العربا
إنَّ الحياةَ جهادٌ والجديرُ بها من غالبَ العاصفاتِ الهوج والنُّوبا
واليأسُ أقتلُ داءٍ دبَّ في أممٍ تعاورتْها اللَّيالي فانثنت نصبا
فإنَّ مِن أحكمِ الأقوالِ تجربةً : ( أُعِدَّتِ الراحةُ الكبرى لمَنْ تعبا )
فالشاعرُ لا يخفي بوحه ، ولا نراه معتزلاً بعيداً عن هموم الأوطانِ ، متغافلاً عَنْ رسالتِهِ الأدبيَّة والإنسانية . متجاوزاً تمذهُبَ الأدباءِ وأطروحاتهم الجاهزة . فالتزام الشاعر عفويٌّ وصادق . لم يَبْحثْ عنه في نظريات الأدب وتنظيرات النقاد . في ديوانه وجهاتُ نظر في الحياة ومواقفُ مِمَّا يجري حوله . وهذا أمرٌ مألوف لدى الشعراء . يتأملون ما يجري ، ويستخلصون الحكمة . وينسجونها لتشِّكل عِقْداً ثمينا:
جَرَتْ حكمةُ الدنيا على الناسِ أنَّها تصدُّ لَمَنْ صدُّوا وتسعى لمن سعَوا
يدُ الدَّهرِ لا تسخو بمجدٍ لعاجــزٍ ضعيف ولا تنــدى ، ولا تتبرَّعُ


ويدرك قيمةَ العلم ودوره الحضاري ، ويراه سلاحاً مجدياً :
العلمُ أقوى سلاحٍ في يدِ الأممِ فاصرَعْ بهِ الجهلَ تحيا خافق العلمِ
واشددْ يديكَ بهِ أزْراً فـإنَّ لـهُ يــداً أدلَّ على الخافي من الألمِ


واملأ حجاك به نوراً، فـإنَّ لهُ فجـراً مـن الحقِّ يجلو كلَّ مُبْهَمِ
إنَّ المتبحِّرَ في الديوان يرى الشاعر ، وقد سما بلغته ، وتألَّق بصورةِ التي وظَّفها لإجلاءِ أفكارِهِ ففي كلِّ قصيدةٍ لوحاتٌ جميلةٌ من الوصف الرائع والصور الجميلة . فأمامنا هذه الصور التي تدعونا للتأمل :
فاللَّيتُ يجمَـعُ نفسَـهُ متحفـزَّاً للوثبِ حينَ تراهُ يمشي القهقرا


والنسر ينفض من جناحيه الندى قبل الصعودِ إلى السماءِ مبكِّرا
وهدوءُ أمــواجِ البحارِ تأهُّبٌ للمدِّ يكتسح الشواطئَ صرصرا
ودخانُ أذيـالِ السَّحابِ طليعةٌ لِسَنا البروقِ تلظِّياً وتسعُّــرا
في هذه الأبيات مجموعة من الصور التي تحثُّ مخَّيَلتَكَ حيثُ تنقلك من بيئة لبيئة ومن عالم لآخر. من الأرض إلى السماء إلى البحار .. ضمن إطارٍ من الحالات النفسيَّة التي تنقلك إلى أعماق النفس . فتأمَّلْ هذه الأفعال / يجمع ـ ينفض ـ يكتسح / بالإضافة إلى / متحفِّزاً ـ تأهُّب ـ تلظِّياً ـ تسعُّرا ـ/
وفي الديوان لوحات رومانسية بديعة استوحاها الشاعر من بيئته في الجزيرة العربية . في هذه اللوحاتِ عبقُ الجزيرة وصفاؤها . ففي قصيدة " اللحن السجين " يخاطب طيراً صادقاً وقد أسِرَ في القفص ، ورغم تكرار القصة في دواوين الشعر العربي تبقى متألِّقةً :
حَنَّ للأغصانِ في شجره والرحيـق الحلو من ثمره
ياسجيناً ما جنَتْ يــده لا ولـم يجرحْ شبا ظفره


كان من حسنِ الغنـاءِ له سبــبٌ للأسرِ عن زمره
يوسفُ كان الجمالُ لـه محنــةً والطهرُ في أزره
وفي الديوان قصائد جميلة يتغنى فيها الشاعر بجمال الرياض ونجد .
فيذكِّرنا بنفخات الصمَّة القشيري وجرير :
هبَّ نفحُ الصّبا فقم حيِّ نجدا وتنشَّقْ شذا الرياضِ المندَّى
واعتصِرْ من هواكَ لحناً ذكيّاً ريَّقاً كالنسيمِ صفواً وبـردا
وتمهَّل فهذه جلبــةُ الشعـ ـرِ ومجرى الجيادِ قبّاً وجــردا

تلك آثارهمْ وهـذي مغانيـ ـهمْ وروضْ الشبابِ شوقاً ووجْدا


وإني أجدُ تجربة الشاعر الفَّنية أكثر نضجاً واكتمالاً بقصائده الوجدانية الذاتية وفي الوصف . وهذا ينطبق على كثير من الشعراء الذين تنطلق شاعريتهم . ويخصب خيالهم في رحاب الطبيعة . وهذه لوحة من لوحات الطبيعة التي أكثر الشعراء من وصفها . وهي لحظة غياب الشمس . فنذكر ابن الرومي وخليل مطران . وشاعرنا يقدم لوحةً غنَّية بألوانها :
تحدَّرتِ الشمسُ نحو الغروبْ ولاحَ على الكونِ صمتٌ رهيبْ
ولاحتْ على وجهها صُفْـرةٌ ولاحَ علـى الأرض لونٌ كئيب


أمالَتْ بكفِّ السَّنا جامَهـــا فســالَ دمٌ من ضياءٍ صبيب
فيالكَ مــن منظـرٍ ساحـرٍ يهيج الهـوى في فؤادِ الأديب
فأنتَ أمام لوحةٍ بل لوحاتٍ فنية فيها اللون والحركة وتدفق المشاعر وله في الديوان قصيدة رائعة يصف الريف مُبْدياً إعجابه بجماله وهدوئه ، وتعكس القصيدةُ شوقه للريف الوادعِ بإحساسٍ رومانسيٍّ شفَّاف
ساعةٌ في الريف في حضْنِ السهولِ والرِّمال السُّمْر والأفقِ الكحيلِ
والـفضاءُ الرحبُ مبسوطاً المدى والهواءُ الَطَّلْقُ رفَّـافُ الذيولِ


بـين أرضٍ وســماءٍ ورُبـــى وزهــورٍ وغديــر وخميلِ
أنــا أشـــتاقُ إلـيها كلَّــما سئمَتْ نفسـي أحاديث الفضولِ
ساعــةٌ في الريف في ظلِّ الربى بلســمُ الهـمِّ وترياقُ العليلِ
إنَّ الديوانَ غنيٌّ بمواده وقصائده البديعة التي زُيِّنَتْ بإطارٍ داخلي جميل ولوحات ورسومٍ معبِّرة . وشاعريَّةُ الشاعر وطبعهُ يتملَّكان كلَّ من يتذوَّقُ الأدب ، ويتمكَّنُ من الإبحار في عالم الشعر الساحر. والديوان شريطٌ من الماضي الساحر الذي خصَّهُ بأكثر من قصيدة " عودة الماضي " و " قوس حاجب" و " دارة جلجل " وهناك إعجابٌ وإقرارٌ بفضل آل سعود الذين بنوا فأعلوا . ورسَّخوا دولة عربيةً قويَّةَ البنيان . يزهو بإنجازاتهم المنتشرة في كل ِّمكانٍ وفي كلِّ مجال . ففي قصيدة " درَّة التاج " يقول :
على الشرقِ نورٌ مِنْ محيَّاكِ يسطعُ يلوحُ على الدنيا ( سعوداً ) ويلمَــعُ


تشـعُّ على آفـاقه وســمائه / رصائع / تاجٍ من سنا الشهبِ أنصع
ويذكر في قصيدة " البيعة " دورهم في نهضة الجزيرة وتطورها.
نهضْتَ وفي قلب العروبة لوعةٌ تلــوبُ وفي جفنِ الجزيرةِ أدمُع


وفي كبدِ الغرَّاءِ من حرقةِ الأسى شـواظٌ يدمِّــي . أو لهيبٌ يلذّعُ
فأشرقْتَ إشراق الصباحِ مُتوَّجاً بكَ التاج يزهو بل بك العرش يَفْرع
تشدُّيداً تعطي الجزيلَ وتـمنـع الذَّليلَ وتبنــي المكرماتِ وتصنَعُ
فدُررُ الديوانِ الفريدةُ موزَّعةٌ في الديوان ، والديوان يبقى غنيّاً بأفكاره المتألَّقةِ ، ومعانيه السَّاميةِ وصوره البديعةِ . لاغموضَ ولا جريَ وراءَ سرابٍ من المعاني الغامضة . ديوان يوثِّقُ العلاقة بين الشعر كفنٍّ إبداعي ونتاج إنساني من جهةٍ ، وبين المتلقِّي الذي من حقِّهِ أن يقرأ ويتذوَّق ويتواصَلَ مع الشعراء والشعرِ دون منغِّصاتٍ تقف في وجهه من ناحيةٍ أخرى ..
وحتى لا تُغْرِقنا الأحكام والحسنات . وننسى ما يجب علينا أن نقوله من ملاحظاتٍ لا بدَّ من التنويه بها . وهي لا تلغي جهد الشاعر وإبداعه . فالديوان أهمل ضبط الكلمات بشكل مطلق . فلا ترى تضعيفاً ولا حركة . وهذا يؤثر على تفهُّمِ بعض النصوص للمبتدئين وغير الضليعين بالعربية والأوزان .
وهناك عدم تمييز بين همزة الوصل والقطع في كثير من الأماكن (وأفترَّـ وأشرأبتْ ـ فأحشدوا../ بقي أن نذكر قيمة هذا الديوان الذي يعيدنا إلى العصر العباسي المتألق ويبقى الديوان بحاجة لدراسة مطولَّةٍ متأنيَّة ، تكشف الجوانب الجمالية لنصوصه ، وتغوص في أعماقه ويبقى مكسباً للمكتبة العربية وللشعر العربي بشكل خاص .

دائماً مبدعه

تسلم الاياااادي

يعطيكـ العااافيه

تـــ ح ـــــياتي

مشكورة يااا أروع << LamoOo >>

وما ننحرم من وجودك الرائع ,,

ومواضيعك الأروع حبووبة

اختــ تغريد ــك

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مشكوورة

اكثرررر من رائعه


تسلم لنا ذائقتك الرفيعه


تقبلي مودتى.,,,,

يسلموو الايادى يالغلا


تحياتى

شكراااا لك موضوع رائع

الى الامام يا اعضاء عااالم الزهور

شكراا لك

شكراا لك

شكراا ع الرد

ثاانكس

ثاانكيووو

الله يعطيج العافية أختي ع الطرح المميز

ننتظــر جديدج..

ثاااآآآآآأأأأأأأاااااآآآآاااانكــــــســ.....
ننتظر ابدااعاااااتكـ...
القآآآاااااااآآآآآااااأأأأأآآآآدمهـ....